في هذا اليوم كان اسمي حسن فتحي الإسكندراني ومع ذلك تقدمت للوظيفة الحكومية التي كانت تشترط أن يكون اسم المتقدم إليها محسن عبد الواحد عسران من أهالي دمياط... ولم آخذ بنصيحة أصدقائي الذين نصحوني بأن القرع الليلة يوم عيده... استكملت أوراقي وتقدمت إلي لجنة الاختبار التي سألتني:
- ما عدد منازل مدينة «بكين» فلم أعرف حيث لم يكن أحد من أقاربي رئيساً لحي هناك.. ويبدو أن أحد أعضاء اللجنة كان في قلبه رحمة مستوردة حيث آمرهم أن يخففوا الأسئلة... فسألوني:
- ما عدد أوراق أشجار غابات «كينيا»؟ أخذت أفكر بعمق لكنهم قالوا:
- علي فكرة الأوراق الصفراء تستبعدها. فاستبعدت من الحسبة أوراق أعداد الجرائد الحكومية وقلت:
- 4895879207 ورقة خضراء لكنهم ردوا بسرعة:
- لأ يا حلو فيه ورقة ناقصة.
فطلبت من السادة أعضاء اللجنة أن يتكرموا ويذهبوا معي إلي غابات كينيا لنعدهم معا لكنهم رفضوا. ثم دخل «محسن عبد الواحد عسران» فجأة ومعه والده عبد الواحد عسران فأهملوني تماما وبدأوا في الترحيب بهما... وقالوا لمحسن:
- جاهز للأسئلة... بص يا سيدي إحنا أعضاء اللجنة الثلاثة تفتكر أحنا كام واحد؟
نظر محسن ببلاهة إلي أبيه يستنجد به لكن يبدو أن أباه لم يكن يعرف الإجابة فأقترب منهم محسن يتحسس رؤسهم الثلاثة ويعدهم ببطء ويعد أبيه ويعدني علي أصابعه، ثم صاح: اتناشر!!... قال رئيس اللجنة:
- باسم الله ما شاء الله برافو يا محسن مبروك عليك الوظيفة... ثم نظروا إلي وقالوا:
- انت لسة واقف منتظر إيه؟
- قلت لهم: منتظر حضراتكم علشان نسافر كينيا.