في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية لمراسلها في الشرق الاوسط ، كتب روبرت فيسك عن الحالة المتعفنة التي تعيشها مصر والتي تجعلها في حالة من الضعف والفساد تمنعها من التحرك والقيام بدور في الازمة الحالية في غزة.
وذكر بالايام التي كان فيها صدى لصوت الشارع العربي في احتجاجه على حمام الدم في المنطقة، حيث كان السؤال في حينه هل كان بامكان انور السادات ان يتحكم بغضب شعبه؟ والسؤال الان ان كان حسني مبارك سيقوم بنفس العمل.
الجواب كما يقول فيسك ان الشارع العربي يمكنه الاحتجاج ولكن سيتم اخراسه عبر عشرات الالوف من الشرطة السرية والميليشيات التي تخدم الامراء والملوك والحكام العجزة في العالم العربي.
ويعلق على مطالب الشارع المصري من الحكومة بفتح معبر رفح وقطع العلاقات مع اسرائيل بل ودعم حماس بالسلاح قائلا ان هناك نوعا من الجمالية عند الاستماع لرد الحكومة على هذه المطالب خاصة فيما يتعلق برفح وهي ان المعبر يدار بشكل جماعي وان هناك ثلاثة معابر في الجانب الاسرائيلي فلماذا تلام مصر فقط.
شاهد الفيديو
مظاهرات العريشوقال ان مصر لا يمكنها فتح حدودها السيادية بدون اذن من واشنطن. فقرار من القاهرة بفتح معبر رفح او حتى قطع العلاقات مع اسرائيل يعني عندها انهيار الاقتصاد المصري. واي حاكم عربي يتخذ قرارا كهذا يجد ان الدعم الاقتصادي والعسكري قد حجب عنه.
ويرى الكاتب ان العار الحقيقي لمصر لا يتعلق بردها على مذبحة غزة بل في فسادها، الفساد الذي دخل في تلافيف المجتمع المصري حيث لم تعد الصحة ولا الضمان الاجتماعي ولا التعليم للسكان العاديين متوفرة. فقد اصبحت مصر ارضا مهمة الامن الاولى فيها هي حماية النظام.
واشار الى انتهاكات الشرطة للمحتجين الذين يتعرضون لهم بالضرب والانتهاك الجنسي حيث يجبر السجناء في سجون السلطة التي اسماها (تورا بورا) على انتهاك بعضهم البعض.
وتحدث عن الفهم الديني السطحي للاسلام من عمال الخدمة المدنية ومؤسسات الدولة التي يترك فيها الاطباء مرضاهم للصلاة في رمضان او يتسامحون مع الانتخابات المزورة والتعذيب.
وفوق هذا فان الاهمال في تحسين البنية التحتية والذبح اليومي للسكان بسبب انهيار المباني وانتشار الامراض يفوق التصور وكل هذا بسبب الفساد واساءة استخدام السلطة.
وقال ان عقم مصر في وجه معاناة الفلسطينيين هو في النهاية رمز لمرض مصر السياسي.
المصدر: صحيفة القدس العربي