حذر الكاتب الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، مما ينتظر مصر بعد قرار مد قانون الطوارئ مؤكداً أن الدولة مقبلة علي "ما لم تشهده من قبل في تاريخها".
ولم يكشف هيكل عن تفاصيل في هذا الصدد، مكتفياً بالقول خلال ندوة في نادي قضاة مصر، إن العامين المقبلين "سيحكيان لنا عما سيحدث، وسيكونان الأصعب في تاريخ مصر"-حسبما ذكرت المصري اليوم.
وأضاف، في معرض رده علي سؤال عما إذا كانت مصر ستتعرض لردة من الإصلاح وحرية الرأي والتعبير خلال الفترة المقبلة، أن ما سيحدث هو "شدّة وليس ردّة، وهتشوفوا اللي عمركم ما شفتوه قبل كده"، حسب تعبيره.
وعن مد العمل بحالة الطواريء قال هيكل: "إن مد قانون الطوارئ سيولد مشكلة لن تخرج منها البلاد، وهو نذير لفرض مزيد من القيود والعواقب".
ورفض الكاتب الكبير الحديث عن أزمة القضاة مع الدولة، مبرراً ذلك بأنه لا يريد أن يتسبب في مشاكل أو منغصات لهم، ووجه كلامه للقضاة، قائلاً: "أهل مكة أدري بشعابها، وأنتم أعلم بأموركم، وأنا لا أريد أن أتحدث فيما أعرف ولا أعرف".
وحول الوضع العربي الراهن، قال هيكل: "إنه يذكرني بالدولة العربية في الأندلس".
وأوضح وجود تشابه بينهما ممثلاً في "التقاتل علي الغنائم والانبهار بالأجنبي، والغفلة عن حقائق الواقع، وضياع في قضايا، ومتاهات فرعية، والأنانية الشديدة"، مستخلصاً من هذا "إننا رايحين في داهية" كإجابة عن السؤال الذي يطرح عليه باستمرار عن مصير العالم العربي.
ودافع هيكل عن حسن نصرالله، زعيم حزب الله اللبناني، معتبراً أنه يتعرض للظلم حينما يتهم بالعمالة لإيران، مؤكداً أنه دخل حربا مشرفة غيرت مفاهيم المقاومة مع إسرائيل.
وعن اتفاق الدوحة الأخير وصف هيكل وفقا لما أورده موقع اسلام اونلاين الاتفاق بالمعجزة قائلا: "ما حدث بالدوحة معجزة، ولولا استيعاب اللبنانيين ما يدور حولهم من عمليات تحريضية أجنبية لما توصلوا إلى هذا الاتفاق في تلك اللحظة الفاصلة".
وأضاف أن "اللبنانيين أدركوا أن هذا البلد قد ينفرط منهم هذه المرة، لذلك أجادوا استخدام ما طرحته الدوحة".
وقال: "الحفاظ على حزب الله ضرورة عربية في ظل المرحلة الراهنة في الصراع العربي الإسرائيلي، والتي وصفها بمرحلة بالغة الخطورة، حيث إن المأزق والعائق أمام إسرائيل تلك الجيوب المقاومة مثل حماس وحزب الله".
وجدد هيكل حديثه عن شعور حزب الله بـ"تآمر عربي" عليه بعدما تردد عن "تورط 3 أجهزة استخبارات عربية في اغتيال مغنية، وهو الأمر الذي لم يستطع حزب الله تحمله"، بجانب الحديث عن "دخول 600 عنصر (غير لبناني وتابع للموالاة إلى لبنان) تلقوا تدربيات خاصة في إحدى الدول العربية المحسوبة على محور الاعتدال وفق الرؤية الأمريكية بهدف تغيير شكل المعادلة اللبنانية".
وقال إنه لا يفهم سبب تجميد مصر لعلاقاتها مع إيران، رافضاً «التحجج بمسألة التخوف المصري من السلاح النووي الإيراني»، وتساءل: "كيف نخاف من قنبلة نووية ستصنعها إيران خلال 10 سنوات ولا نخاف من 150 قنبلة نووية موجودة علي حدودنا في إسرائيل"؟
ومن إيران إلى الوضع في العراق، حيث استبعد هيكل خروج القوات الأمريكية من العراق قريبا، وقال: "أمريكا لن تخرج من العراق قبل 12 عاما على الأقل". ولم يستبعد في هذا السياق أيضا "وجود قوات عربية على الأراضي العراقية خلال العامين القادمين تقوم بضرب العراقيين مع القوات الأمريكية".
وعن سوريا والمفاوضات الجارية مع إسرائيل قال: "إن دمشق تعيش مأزقا يتمثل في بعدها عن مصر واتكائها على إيران". وقال هيكل إنه في الوقت نفسه لا يرفض "السند الإيراني لسوريا".
وتطرق هيكل في حديثه للسوادن فرأى أنه "مقبل على تغيير جذري، حيث إن الكيان الحاكم به اليوم غير قابل للبقاء"، مع اتساع الهوة بين شمال البلاد العربي والجنوب القريب من القبائل الإفريقية.
وأضاف أن: "حل الأزمة السوادنية يحتاج إلى عملية جراحية، وهي بالفعل باتت وشيكة"، على حد قوله، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.
المصدر: المصري اليوم واسلام اونلاين